معنى ( الرجز ) و ( الرجس ) في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

معنى ( الرجز ) و ( الرجس ) في القرآن الكريم

الرجز :- هو الوساوس والهواجس الخبيثة المتتابعة التي تتولد عند الانسان بتاثير النفس او الشيطان 0
والرجس :- هو الاثر الذي يقع بفعل الانسان بدافع هذه الهواجس وبالتالي فهو( القبح) الذي في الاوثان والمنكرات0
فاذا وقع فعل من الانسان بدافع الرجزصار هذا الفعل رجسا 0

فالرجس من اثر الرجز0

وكل انسان قابل للاصابة بالرجز الا الرسل عليهم الصلاة والسلام لانهم معصومين 0
والرجز على درجات فمنه الطفيف ومنه الشديد 0

وقد انزل الله سبحانه وتعالى الرجز من السماء على الذين ظلموا من بني اسرائيل لتبديلهم القول الذي قيل لهم كما في الاية (59) من سورة البقرة 0 {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }
وهذا الرجز هو الهواجس التي تولدت في نفوسهم وجعلتهم يبدلون القول فاضطربت انفسهم من جراء ماأصابهم سواء كان طاعونا او غيره وبالتالي فهو عذاب كما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ان ( كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب ) 0
وكذلك الرجز الذي وقع على آل فرعون 0

اما الصحابة رضي الله عنهم فقد اصابهم طائفة من رجز انفسهم قبل معركة بدر بسبب الصعوبات التي واجهتهم من الرمل والعطش وصعوبة التطهير وغير ذلك ولكن لم يصبهم رجز الشيطان لان الله سبحانه وتعالى اذهبه عنهم كما في الاية (11) من سورة الانفال 0{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ } فما لبث ان زال عنهم رجز انفسهم ايضا 0

والاذهاب :- هو فعل يؤثر على مجرى الشيء فيشتته فلا يصل الى ماهو متجه نحوه 0

وكذلك اذهب الله الرجس عن اهل البيت قبل ان يصيبهم كما في الاية (33) من سورة الاحزاب {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }0

وقال الله سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }سبأ5 0
الذين يسعون في ايات الله هم الذين لايؤمنون من اهل الكلام والفلاسفة وامثالهم الذين يحاولون تفنيد آيات الله ( خسئوا ) فينتهي بهم الامر الى العجز فتتولد عندهم اضطرابات نفسية تجعلهم في عذاب اليم 0

والرجز كما ذكرت آنفا على درجات فمنه الطفيف كالذي اصاب الصحابة رضي الله عنهم قبل معركة بدر ومنه الشديد كالذي اصاب آل فرعون والذين ظلموا من بني اسرائيل وقوم لوط وكالذي يصيب الذين سعوا في ايات الله معاجزين
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }سبأ5
{هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }الجاثية11

وقد يؤدي الرجز بالانسان الى الانتحار كما حصل لكثير من الناس والعياذ بالله 0

اما المؤمن فان اصابه شيء من الرجز فيكفيه ان يذكر الله او يقرا شيئا من او يتوضأ ويصلي ركعتين فما يلبث حتى يزول عنه الرجز0

واما الر’جز( بضم الراء) فهو مضهر وبيئة المصابين بالرجز( بكسر السين) ولذلك قال الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }المدثر5
لان رسول الله كان يعيش في هذه البيئة التي يبدو عليها اثار الرجز 0
والا لم يكن الرجز (بكسر السين) ليصيب رسول الله ( حاشى وكلا)

والحمد لله رب العالمين